إسبوع الجرافتى العنيف بالإسكندرية |
ثورة يناير نص لم يكتمل حتى الآن ..إلا أنه لا يجرؤ أيًا كان أن يوصمه بعبارة ممنوع من النشر ..بدأ منذ عام ظهوره الوليد القوى بعباراتٍ رنانة تفتحت أمامها آفاق القلوب الثكلى المسترسلة فى معاناتها من الفقر والألم والفساد , بدأت بسؤالٍ عن ( العيش ..الحرية ..العدالة الإجتماعية ) إلا أنه والآن اختلفت كثيرًا او تحديدًا زادته المعاناة ..وطمع أطرافًا أخرى إستغلت الأحداث وأصبغت عليها صبغة الصراع ..فتحولت من هتافات ضد نظامٍ بات الآن مخلوع ، إلى هتافات ضد متسولى السلطة ، بشتى أصنافهم ورغم الإختلاف التى تموج به الإسكندرية من إتجاهات فكريًا وعقائديًا على أرض الواقع إلا أن حالها حال شتى بقاع مصر فالأغلبية أجمعت على الخروج من جديد لإعلان أستمرار الثورة وليس للإحتفال بذكراها الأولى , بل يستمرالنضال الثورى حتى تتحقق كافة المطالب التى لم يتحقق منها غير السراب حتى الآن ولكن كما قال فى الماضى أمل دنقل " عندما يملأ الحق قلبك ..تندلع النار إن تتنفس "
وتحت شعاراتٍ عدة ( ثورة .. ثورة حتى النصر _ للبيت رب.. وللثورة شعب ) بدأت الإستعدادات التى لن تتوقف بالإسكندرية لجولةٍ أخرى من جولات الثورة مستمرة .
بطريقتى
فى الإسكندرية كل شئ مختلف ، كل شئ حتى الثورة .. لم تتوقف وجوه الإختلاف على حد الميادين والبشر ، فى الإسكندرية كلٍ يثور بطريقته كما يتشبث بالحلم بطريقته ،رغم الموجة الجليدية التى اجتاحتنا هنا لم نلتزم دفء بيوتنا بل التزمناه دفءٌ من نوع آخر ننتشر على المقاهى وفى الشوارع نتحادث ونستعد ونرتب ليوم حافل بشعارات جديدة ودعوات مستمرة ليوم 25 القادم ، وفى هذا الإطار أٌطلقت العديد من الدعوات والمبادرات منذ عدة أيام ، منها بادرة بعنوان (إسبوع الجرافتى العنيف بالإسكندرية ) والتى بدأت فعالياتها تحت شعار (انزل وارسم فى بلدك _فكر ..إبتكر ..ناضل ..شخبط ) وقد إنتشرت رسوماتها فى الكثير من المناطق ،كسيدى جابر ومحطة الرمل والشاطبى ومحرم بك والعجمى وغيرها ، ويرتكز نشاطها الأساسي على الدعوة الصريحة للخروج يوم 25 يناير المقبل ، ورفض تسميته بالإحتفالية ..ومن عباراتهم التى طرزوا بها جدران وحوائط المدينة ( 25 يناير تسقط دولة مبارك ..وبعض الصور المصحوبة بتعليقات ..كصورة لتليفزيون ملقى بالقمامة وعليه تعلو جملة خطر على دماغك _ صورة الفتاة المسحولة الشهيرة وعليها عبارة أين الكرامة _ صورة لقبضة تواجه مسدس وعليها عبارة سلمية ..كاذبووون .. صورة جندى يقتل شاب تصاحبها عبارة اقتلنى قتلى ما هيعيد دولتك تانى .. ويا نظام غبى إفهم بقة مطلبى حرية ... وغيرها الكثير ) والكثير من الكلمات والأبيات التى تشحن الطاقات الثورية وروح الاستمرار فى المقاومة لدى الشباب
سلاسل وتصحيح
فى 18 يوم قام الشعب المصرى شبابًا وشيوخ مسلمين ومسيحيين رجالًا ونساءًا بكل طوائفه وطبقاته بثورة بِكرْ شهد العالم أجمع بتفردها وتميزها لإنفرادها بقوة وأخلاق لا يتمتع بها سوى هؤلاء الذين نظفوا ميادينهم بعدها أولئك الذين حموا متاحفهم وآثارهم لأنهم لا يريدون هدم الماضى وإقامة المستقبل على أنقاضه ،وإنما يريدون الحياة الانسانية الحرة والكريمة للجميع سواسية ، ولكن باتت هناك بعض الأسئلة تطرح نفسها على الساحة . ماذا حدث لهؤلاء ؟؟
هل تغيروا ؟؟ ..هلى تحولوا الى بلطجية ومخربين ؟؟
هلى تخلوا عن صلواتهم فى أصعب الظروف تحت قنابل الغاز وطلقات الرصاص ليتحولوا لقتلة ومخربين مأجورين ؟؟
الإجابة القطعية بالطبع لا ، فهم أيضًا من اطفئوا نار فتنة المجمع العلمى فى الوقت الذى تخازلت فيه قوى الدولة عن اخماد الحريق رغم أنه لا يبتعد سوى خطوات عن مرفق المطافى ، لذا فقد ألحت الضرورة على إعادة الأمور لنصابها وإزاحت الشوائب والغبار الذى بدأ فى التراكم على صور الثورة والثوار، مما لا شك فيه أن مفهوم المجتمع لكلمة الثورة قد اختلف اليوم عن بداياتها بعد ما حدث من تشويه متعمد لشبابها ورموزها وما حدث من اختلاف فى وجهات النظر وفقًا للأحداث وفى اطار التصدى لهذا الواقع حرص العديد من المبادرات فى الإسكندرية على التزام صورتهم بداية الأمر فإنطلقت مبادرة يا الميدان و مبادرة إحم ثورتك على مستوى القاهرة والإسكندرية منذ أيام وكانت البداية بحركة (سلاسل الثورة ) وهى سلاسل بشرية منظمة فى جميع شوارع مصر الهدف منها توصيل صوت الثورة لكل مواطن مصرى ودفاع كل فرد منها عن شعاره الخاص المؤمن به وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الثورة والثوار التى شوهتها بعض وسائل الإعلام ،واسترجاع روح الميدان التى لا تفرق بين معتقد دينى أو سياسى ويأتى ذلك فى نطاق التأكيد على سلمية التظاهرات والتأكيد على أهمية الضغط الشعبى والثورى لتحسين الفترة الإنتقالية . وللحرص على استكمال الثورة دون الإخلال بأهدافها الحقيقية كان الشعار المشترك والغالب على الجميع والذى أطلقته صفحة الشهيد بهاء سنوسى عضو إئتلاف الثورة وحزب التيار المصرى (ثورة سلمية ..سلطة مدنية )، فيما يأتى هذا الشعار مؤكدًا على سلمية المرحلة القادمة أيضَا كسابقتها يأتى مطالبًا العسكرى بتسليم السلطة لسلطة أخرى مدنية ..مُذكرًا إياه بيوم 25 فبراير 2011 حين نزل الجميع وأعلنها مدوية للمجلس العسكرى بأن الشعب هو القادر على حماية ثورته كما بدأها وحماها منذ ولادتها الأولى ، فإن كان للبيت ربٌ .. فللثورة شعبٌ يحميها تنظيم مسار
على صعيد آخر تنظم اللجنة التنسيقية لأحزاب ثورة 25 يناير 2010 بالإسكندرية ورشة عمل تأتى الأولى من نوعها منذ بداية الثورة بهدف تنظيم مسار الثورة والثوار ، هذا ويعقد أول إجتماع لهذه اللجنة الأحد الموافق 22 يناير الحالى وتضم لجنة الدفاع عن الثورة بالإسكندرية 7 أحزاب فضلًا عن المجلس الوطنى المصرى ، وهم " التحالف الشعبى الإشتراكى ، الجبهة الديمقراطى ،غد الثورة ، الكرامة ، العدل ، الحق المصرى ، العربى الديمقراطى الناصرى " وتحرص اللجنة التنسيقية فى إتصالاتها على أن تحشد أحزاب الثورة فقط الخالية من فلول الحزب المنحل كما تشدد فى تعاطيها مع هذه الأحزاب على ضرورة المشاركة الفعلية لا الشكليةفى دعمهم للثورة وأبنائها كذلك على ضرورة تقديم الدعم من خلال لجانها الأربعة وهم " حماية الثورة والثوار ،إعلامية ميدانية لرصد الإنتهاكات والمخالفات وتوثيقها ،الدفاع عن الثوار ، الطبية للإسعافات الأولية " وسوف تشارك جميع الأحزاب المشاركين فى تلك الدورة التدريبية عملية يقدمها متخصصين سيتم إختيارهم حسب خبرتهم وإخلاصهم فى عملهم ، وذلك بجهود وموارد ذاتية من خلال صندوق خاص بهذه اللجنة ، وتعد هذه التنسيقية مبادرة فكرية شبابية من نشطاء الثورة السكندريين هدفها الأول تقديم المساعدة ويد العون لِمَا هم مؤمنين به تجاه الثورة وثوَّارها لتلاشى أخطاء الماضى وإعادة تصحيح مسارها ومن جانب آخر يستمر نشطاء ومثقفى الإسكندرية فى التنظيم والإستعداد بكامل طاقتهم لهذا اليوم المهيب الذى ينتظره الجميع بفارغ الصبر يصاحب هذا الانتظار بعض الحنين لأيام الغضب والحرية الأولى ومجدها ، وتظل مصر دائمًا كما أطلق عليها عمنا جاهين التلت حروف الساكنة المشحونة ضجيج
نشر بجريدة القاهرة 24 / 1 / 2012