السبت، 1 يناير 2011

نساء جهنم

نساء جهنم

(1)


أخرج من المنزل تسبقنى خطواتي ..يقفز فى جنبى كائن ضعيف هادىء يتدفق نبضا هامسا يحثنى على السرعة فأتخذ القرار بعدم العودة ..يسبقني ظلى الي الاساسنسير....يتعلق بى وتتعلق به روحى ..أخرج كالسهم ..لا اسمع الا صوت انفاسى المضطربة ولا ارى امامى الا البراح وكأنه كائن شيطانى ولد ونمى فى
لحظات ويعاتبنى تأخرت كثيرا...أضحك.. فيضحك متهللا يتأبط ذراعى ونهرول معا..نحو البحر .
ترفض حواسى غموضه الليلى الذى أعشقه ورائحته التى امتنع عن شمها وصوت أمواجه الهادرة وضجيج المارة والمرور وضحكات وهمسات العاشقين .. الى حين ...ترقبا للمجهول المنتظر ..ومع رنين هاتفى وقبل ان افتح الخط ...أدعو رب السماء ان يجيب ..!
أتهلل فرحا وأقفز تتفتح معى زهور روحي ...على كل ما تعشق ويزيد ..فالليلة اول ليلة حرية ...تسريح غير مشروط ..لحسن السير والسلوك ..ألملم الهموم والذكريات وفي الافق تقف صديقتى ..موجتى الثائرة ..تشير لى : تخلصي منها ..فاطيع .
يقف توأمي عند لحظات غضب قديم فأبثه همسا روحيا خالصا .. يثور الكبار ..ويطالبون بدمي ... بسخرية اضحك واتساءل عن أى دم تبحثون ...؟
أصرخ : ان كان الدم ضرورة فلينحر كل منكم عنقه.. ليسيل دمه كما سال دمى .. لعشرة اعوام ويصيرألمه أقرب لالمى ..وكأنى القى اليهم بأحجية ..فغروا أفواههم وتسمرت أعينهم جميعا بالارض .قالوا :أفقدتها الصدمة عقلها وكالعادة لم يلمس أي منهم ما فى قلبى ...تركونى وحيدة على أتراجع وأتهم غيرهم ..


(2)


فى الليل أعاتبني أقترب من روحي ..نكاد نلتئم..أعود بذاكرتى لسنوات..انه اللوم ..أعانقني وأدافع :
- كنت صغيرة
- .......!
تعود الأم بعد عشرين عاما في مشهدها كأنه حدث بالأمس تجلس مع صديقتي تتهامسان يقفز قلبي خوفا ..تحادثها الصديقة عن زميل يلازمها كظلها..يحلمان أن يجمعهما بيت واحد ..تجدها رغبة مشروعة لكنه رفض الأهل ..تتطوع الأم للضغط عليهم ..افاجأ..أتساءل هل نبت لها قلب؟!
أتفاءل ..تبتسم في حنان ..ترتسم سحب زرقاء علي جبينها ..أنام بين يديها وتعانقني لأول مرة بعد الفطام و تبدأ بالأسئلة وطلب التفسير.. ويأتي القرار
يمتد حديثى معى و يرحمني الحلم كعادته معى وعلى ضوء الشمس الذى ملأ غرفتى يسرى فى جسدى الدفء ..أفتح عينى على توأمي يدعوني للاستماع لشىء فأسمع باهتمام ..
وأضحك من أصناف النساء فى جهنم وأساله..الا تعلم ان هناك جهنم على الارض وان بها أصنافا أخرى ..يصمم ان يستضيفنى فى منزله ليومين لعلي أعيد التفكير فى هدوء فأبدل موقفى ..ويحظى هو بدور البطولة.

                                          نشرت بجريدة القاهرة 13 إبريل 2010





هناك تعليقان (2):