السبت، 1 يناير 2011

د / خالد عزب : ما قدمته مكتبة الإسكندرية للرئيس السادات جزء من وفاء مصر لرجالها العظماء



أعلن الدكتور خالد عزب، مدير إدارة الإعلام والمشرف على مشروع توثيق حياة السادات، أن هذا المشروع الذي يشمل الموقع الإلكتروني والبانوراما والمتحف، يمكن القول بأنه ما جزء من وفاء مصر لرجالها العظام.

مضيفاً أن الموقع الإلكتروني للرئيس السادات يمكن تصفحه من خلال عدد من المداخل الرئيسية؛ هي: الخطب، والصور، والأفلام التسجيلية، والوثائق، والإصدارات الفنية، والأرشيف الصحفي، كما يمكن للزائر، من خلال الصفحة الرئيسية للموقع الإلكتروني، الاطلاع على السيرة الذاتية الكاملة للرئيس الراحل.
وأشار الدكتور عزب إلى أن متحف السادات يعد الأول من نوعه عن الرئيس الراحل في مدينة الإسكندرية، وهو يأتي في إطار توثيق المكتبة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر؛ حيث تم تخصيص جناح كامل له بجوار القبة السماوية يقع على مساحة 260 متر ا
الجدير بالذكر أن متحف السادات يحتفل بمناسبة مرور عام على إنشاءه وكان الدكتور إسماعيل سراج الدين قد قام بتدشين مشروع توثيق حياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات؛ والذي يشمل موقعا إلكترونيا ومتحفا وبانوراما تراثية، برعاية وتوجيهات السيدة سوزان مبارك، رئيس مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، وبدعم ومساندة من السيدة جيهان السادات التي قدمت كافة المقتنيات الخاصة بالرئيس الراحل إلى المكتبة لإعداد متحف وموقع إلكتروني وبانوراما تراثية Culturama توثق لحياته الشخصية والعملية.
وتم تصميم الأرشيف الرقمي للرئيس السادات sadat.bibalex.org بحيث يأخذ الزائر في جولة تاريخية يستطيع من خلالها التعرف على مختلف جوانب حياة الرئيس الراحل، وذلك من خلال آلاف الصور والأفلام التسجيلية والوثائق والخطب التي ألقاها وأهم أقواله المأثورة. بل إن فريق عمل الأرشيف قام أيضًا بتتبع كل ما كتب ونشر عن الرئيس السادات في الصحف وتوثيقه لإتاحته لزائري الأرشيف؛ فالصحافة هي مرآة المجتمع، وبالتالي لا يمكن تجاهلها.
ويحتوى متحف الرئيس السادات بمكتبة الإسكندرية على مجموعة من أندر مقتنياته الشخصية والتي خصّت المكتبة بها السيدة جيهان السادات؛ ومنها: بدلة اغتياله، وجهاز الراديو الخاص به، والأوسمة والنياشين التي حصل عليها، ومكتبه ومكتبته الشخصية، وعدد من اللوحات التي رسمها فنانون له، والبايب الذي اشتهر به خلال فترة حكمه، وغير ذلك الكثير، كما قامت المكتبة أيضا بعمل عرض بانورامي لحياة الرئيس السادات باستخدام "بانوراما التراث" أو Culturama، وهي ابتكار مصري خالص عبارة عن تسع شاشات عملاقة على شكل نصف دائرة بزاوية عرض 180 وبقطر يصل إلى 16 مترًا؛ بما يتيح عرض المحتويات بشكل مرئي تفاعلي لم يكن بالإمكان تصوره من قبل، كما تتميز بسهولة تشكيل شاشة العرض لتأخذ أي شكل (مستقيم – دائري – جزء من دائرة)، بالإضافة إلى التحكم في مجال رؤية العرض في الاتجاهين الأفقي والرأسي ونسبة الطول إلى العرض للصورة البانورامية بحيث تتراوح بين 3:4 و 1:13.


تفاصيل استخدام العرب لسلاح النفط فى حرب أكتوبر وزيارة السادات للقدس ومقابلته مع لوموند
كما أعلن الدكتور خالد عزب مدير الإعلام بمكتبة الإسكندرية والمشرف على مشروع ذاكرة مصر المعاصرة عن ضم مجموعة من الوئائق الهامة الجديدة فى موقع السادات الذى أنشأته المكتبة على شبكة الإنترنت وفى متحف السادات بالمكتبة، وهى من مجموعة الوثائق البريطانية وتحتوى على وثيقتين علي قدر كبير من الأهمية تخصان الرئيس السادات، الأولي ترصد زيارة الرئيس السادات إلي فرنسا في الفترة من 3 إلي 5 أبريل عام 1976، وتغطية للمؤتمر الصحفي المنعقد في 4 أبريل وتحدث عن عدة نقاط أهمها لبنان، والعلاقات مع كل من الاتحاد السوفيتي، وليبيا، والتسوية السياسية السلمية للصراع العربي الإسرائيلي، والأسلحة الفرنسية لمصر، والثانية هي عبارة عن مقابلة للرئيس السادات مع جريدة لوموند الفرنسية في 22 يناير 1975.


بالإضافة إلي مجموعة من الوثائق التي توضح النتائج التي ترتبت علي قيام حرب أكتوبر 1973، فمع حرب عام 1973، استخدام العرب لسلاح النفط في المعركة القائمة مع إسرائيل وحلفائه، وقررت البلدان العربية المنتجة للنفط في 17 أكتوبر في الكويت تخفيض إنتاج النفط وصادراته بنسبة تتراوح بين 10% و25%، وفرض حظر على تصدير النفط العربي إلى الولايات المتحدة لوقوفها إلى جانب إسرائيل. حتى يتحقق الجلاء عن الأراضي العربية المحتلة وتؤمن الحقوق الوطنية لشعب فلسطين ثم تلاه فرض الدول العربية الحظر النفطي علي هولندا يوم 20 أكتوبر لموقفها العدائي من العرب.


ومع أن هذا الإجراء لم يحقق الهدف الرئيسي الذي أعلنه وزراء النفط في الكويت المتمثل في خفض الإنتاج حتى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، فإنه حقق أهدافا أخرى ذات أهمية كبيرة حيث لفت أنظار العالم إلى القضية العربية، كما أن هذه الإجراءات أفهمت البلدان المستهلكة للنفط أن تتعامل مباشرة مع الدول المنتجة للنفط، كما أدي إلي زيادة أسعار النفط، وازدياد المردود المالي، والضغط على دول أوروبا الغربية واليابان باعتبارها أهم الدول المستهلكة للنفط للضغط على حليفتها الولايات المتحدة لممارسة الضغوط على إسرائيل، وأخيرًا كان لهذا الإجراء مدلول سياسي كبير، إذ يمثل التضامن العربي الكامل. وهنا استطاع العرب آنذاك "إثبات وجودهم" والتأكيد على فعاليتهم الكاملة على الصعيد الدولي، لاسيما بعد تلك الحرب التي أسقطت أسطورة التفوق "الإسرائيلي" وقوة الردع "الإسرائيلي".


وأخيرًا مجموعة ثالثة من الوثائق تخص بتقييم الموقف في منطقة الشرق الأوسط، والبحث عن وسائل التسوية السياسية للصراع العربي الإسرائيلي. فبعد أن وضعت لحرب أوزارها في 25 ـ 26 أكتوبر قد شغلت الدبلوماسيين بترتيبات وقف إطلاق النار ومن ثم الترتيبات التالية بحثًا عن تسوية للصراع العربي ـ الإسرائيلي. بدءًا من عقد اتفاق النقاط الست في نوفمبر 1973، ثم اتفاقية فض الاشتباك الأولي في يناير 1974، ثم اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا في نوفمبر 1973، وأخيرا اتفاقية فض الاشتباك الثانية في سبتمبر 1975 ثم مبادرة السلام، وزيارة الرئيس السادات للقدس عام 1977، ثم التوصل إلي إطار كامب ديفيد في سبتمبر 1978، ثم معاهدة السلام في مارس 1979، ثم الانسحاب النهائي في أبريل 1982 .
الجدير بالذكر أن متحف السادات أصبح من المزارات الرئيسية لمعظم الشخصيات الهامة المصرية والدولية التى تأتى لزيارة مكتبة الإسكندرية حيث يحرص الجميع على المكوث فترة طويلة داخل متحف السادات للتأمل فى مقتنياته والاستماع إلى خطبه وصوره النادرة
            
               نشر بجريدة القاهرة بتاريخ 13 يوليو 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق